بعد تزايد الحالات.. كيف تفرق بين الإنفلونزا والفيروس المخلوي وكورونا؟
مع دخول فصل الشتاء وازدياد التقلبات الجوية، تشهد مصر ودول عديدة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية، وعلى رأسها الإنفلونزا الموسمية، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروس كورونا المستجد.
وتشترك هذه الفيروسات في كثير من الأعراض، ما يجعل التفرقة بينها صعبة دون تقييم طبي دقيق، خاصة مع اختلاف درجة الخطورة والفئات الأكثر تأثرًا بكل منها.
الإنفلونزا الموسمية.. الإصابة الأوسع انتشارًا
تُعد الإنفلونزا الموسمية من أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا خلال فصل الشتاء، ويتسبب فيها فيروس الإنفلونزا بنوعيه الأكثر انتشارًا A وB، المسؤولين عن الأوبئة الموسمية سنويًا. وفي مصر، يزداد نشاط الإنفلونزا بين شهري نوفمبر ومارس، وتصل نسبة الحالات الإيجابية إلى ما بين 6 و17% سنويًا.
تنتقل العدوى عبر الرذاذ التنفسي أو الملامسة المباشرة أو التجمعات المغلقة، وتظهر الأعراض خلال فترة حضانة تتراوح بين يوم وأربعة أيام. وتشمل الأعراض الشائعة ارتفاع الحرارة لأكثر من 38 درجة، والرشح، والسعال الجاف، واحتقان الحلق، والصداع، والإرهاق وآلام الجسم، وقد يصاحبها ألم في الصدر.
وتصيب الإنفلونزا جميع الفئات العمرية، إلا أن مضاعفاتها تكون أشد لدى الرضع وكبار السن والحوامل. وفي الحالات البسيطة يُكتفى بعلاج الأعراض منزليًا، بينما تُستخدم مضادات الفيروسات مثل “تاميفلو” في الحالات المتوسطة والشديدة، إلى جانب الالتزام بإجراءات الوقاية.
الفيروس المخلوي.. تهديد خاص للرضع
يُعد الفيروس المخلوي التنفسي من الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، وتزداد خطورته خلال الشتاء، خاصة على الأطفال الرضع أقل من عام، وكبار السن، وأصحاب المناعة الضعيفة. وينتشر الفيروس غالبًا بالتزامن مع فيروسات الشتاء الأخرى، إلا أن جائحة كورونا أدت إلى اضطراب موسمه المعتاد وظهور حالات في توقيتات غير متوقعة.
تتشابه أعراضه مع نزلات البرد، وتشمل سيلان الأنف والسعال والحمى وفقدان الشهية وصفير الصدر، بينما تظهر على الرضع أعراض أكثر خطورة مثل قلة الحركة وصعوبة التنفس. وقد تتطور الإصابة إلى التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي، ما يستدعي الحجز بالمستشفى لعدة أيام.
تنتقل العدوى عبر الرذاذ أو الأسطح الملوثة، وتبلغ فترة الحضانة من 4 إلى 6 أيام، ويستغرق التعافي عادة من أسبوع إلى أسبوعين. ولا يوجد علاج نوعي للفيروس، ويعتمد العلاج على الرعاية الداعمة، وقد تشمل الأكسجين أو السوائل الوريدية أو أجهزة التنفس في الحالات الشديدة.
كورونا.. مستمر بأعراض متفاوتة
رغم انحسار الجائحة، لا يزال فيروس كورونا حاضرًا ضمن خريطة الأمراض التنفسية. وتنتمي فيروسات كورونا إلى عائلة واسعة قد تسبب أعراضًا بسيطة أو أمراضًا تنفسية شديدة. وينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي أو لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة العين أو الأنف أو الفم، مع قدرة على البقاء لساعات أو أيام على بعض الأسطح.
تتراوح فترة الحضانة بين يومين و14 يومًا، وتتنوع الأعراض من خفيفة مثل الحمى والسعال والإجهاد وفقدان الشم والتذوق واضطرابات الجهاز الهضمي، إلى أعراض خطيرة تشمل ضيق التنفس وآلام الصدر واضطرابات عصبية ونفسية نادرة.
وتزداد شدة الإصابة لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل. ويعتمد العلاج على شدة الحالة، من العزل المنزلي للحالات البسيطة، إلى الحجز بالمستشفى واتباع البروتوكولات العلاجية للحالات الشديدة، مع الانتباه لاحتمال حدوث مضاعفات أو أعراض ما بعد كوفيد.